الحب والعشق
________________________________________
الحب والعشق في الاسلام
كل ما كنت اعرفه عن العشق هو انه مرتبه أسمى وأعلى من الحب أو اشد قوة وأعمق أحساس ولكن عند قرأت كتاب الجواب الكافي لأبن قيم الجوزية " والذي انصح بقراته فهو أكثر أكثر من رائع " اتضح أن العشق وجه من أوجه الحب فالعشق هو الإفراط في المحبة أو الغلو في الحب
فقد يكاد يكون فتنه يقع فيه المرء إذا لم يتحصن ويحذر " ونهى النفس عن الهوى " إلا انه لا يحمد ولا يذم فمنه النافع والضار ومنه الجائز والحرام إلى أنه يذكر في الكتاب إن العشق لا يوصف به الرب تبارك وتعالى ولا يطلق في حقه .
كم أن هناك الغرام وهو لزوم الحب للقلب لزوماً لا ينفك عنه، من قوله " إن عذابها كان غراماً "
والوجه الصحيح للحب هو التتيم أي التعبد ، وهو الحب مع الخضوع والذل للمحبوب فمن أحب شيئا وخضع له فقد تعبد قلبه له بل التعبد آخر مراتب الحب وإذا قيل تيمه الحب إذا عبده ومنه تيم الله ، أي عبد الله ولهذا التتيم كان أشرف أحوال العبد مقاماته في العبودية ، فلا منزله أشرف منها .
وللحب أربعة أنواع
1- محبة الله، ولا تكفي وحدها في النجاة من عذاب الله والفوز بثوابه فإن المشركين وعباد الصليب واليهود وغيرهم يحبون الله .
2- محبة ما يحبه الله ، وهذه هي التى تدخله في الإسلام وتحرجه من الكفر .
3- الحب لله وفيه ، وهي من لوازم محبة ما يحبه الله ، ولا تستقيم محبة ما يحبه الله إلا بالحب فيه وله وفي الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال " ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان ، أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يرجع على الكفر بعد أن أنقذه الله منه ، كما يكره أن يقذف في النار " وفي الحديث الذي في السنن " من أحب لله ، وابغض لله ، وأعطى لله ، ومنع لله ، فقد استكمل الإيمان "
4- المحبة مع الله ، وهي المحبة الشركية ، وكل من أحب شيئا مع الله ، لا لله ولا من أجله ولا فيه فقد أتخذ ندا من دون الله . قال تعالى في سورة البقرة أية 165 " ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حباً لله "
ثم الخلة وهي تتضمن كمال المحبة ونهايتها ، وهي منصب لا يقبل المشاركة بوجه وهذا المنصب خاصة للخليلين صلوات الله وسلامه عليهما : إبراهيم ومحمد كما قال صلى الله عليه وسلم " إن الله اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً " وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم " لو كنت متخذا من أهل الأرض خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً ، ولكن صاحبكم خليل الله "