ناشدت امرأة سعودية
تواجه عقوبة القصاص، وتقبع منذ 3 أعوام في سجن النساء بجازان جنوب السعودية،
أبناءها السبعة الصفح عنها وإنقاذها من تنفيذ القصاص فيها بعد قتلها والدهم ببندقية
كانت تحمي بها مزرعة الأسرة من هجمات القرود على أثر مشاجرة حدثت
بينهما.
وتقول مريم هزازي (60عاما) إنها أطلقت النار على زوجها من البندقية
لترديه قتيلاً، وهي في حالة نفسية منهارة بسبب تعامله العنيف معها وضربها بقسوة،
والذي وصل في أحد الحالات إلى كسر يدها، فيما ذكرت رئيسة اللجنة الاجتماعية في
جمعية الملك فهد الخيرية بجازان المهتمة بقضايا المرأة فاطمة عطيف لـ "العربية.نت"
أنها زارت السجينة مرتين، وعلمت بتوبتها ورغبتها في مساعي العفو عنها من أبنائها
وخشيتها من ضغوط الأسرة التي قد تلومهم إذا تنازلوا عن حق القصاص.
"في لحظة
ضعف"
ونقلت عطيف رجاء مريم ندمها عبر "العربية.نت" على الجريمة التي
ارتكبتها في لحظة ضعف، ومناشدتها أن يتدخل فاعلو الخير لمساعدتها على الخروج من
أزمتها بالتواصل مع أبنائها، وهم 3 ذكور و4 بنات كلهم تخطوا سن الرشد، وتبحث عمّن
يستطيع "تليين قلوبهم" ليعفوا عنها.
وأفادت عطيف أنه منذ صدور الحكم بقتلها
قصاصاً، "بات مشهد السيف يطاردها وحول حياتها إلى جحيم وهي تعاني من أمراض مزمنة
مثل الروماتيزم والربو، وتقضي وقتها في حلقات تحفيظ القرآن في السجن، وتقاسي وضعاً
نفسياً حرجاً".
وأبدى أحمد البهكلي المشرف على فرع الجمعية الوطنية لحقوق
الإنسان في جازان لـ"العربية.نت" الاستعداد لدعم قضية مريم في حال تقدم أحد أفراد
عائلتها للجمعية وطلب السعي للعفو عنها من أهل الدم.
وقال "في حال عدم تقدم
أي أحد من أقاربها رغم أنه الأفضل، يحق لأي مواطن أو مواطنة من المهتمين بإصلاح ذات
البين في القضية التقدم بطلب رسمي للجمعية للحصول على تدخلنا حتى يكون تحركنا في
إطار مايسمح به نظام الجمعية".
وأضاف: "في قضايا القتل والأحكام الشرعية
نحترم حكم القضاء ونقدر أن الطرف الأخر وهم الأبناء وذوو القتيل مصابون في فقيدهم،
وحتى هذه اللحظة الأبناء-كما فهمت- يرفضون العفو عن والدتهم ويتحكمون في قضية العفو
وكما بلغني أنهم يصرون على القصاص، وإذا قدم الطلب للجمعية بالتدخل سنحاول إقناعهم
أو إقناع احدهم على الأقل ليكسبوا برها".
ويتمنى البهكلي أن "يتقدم احد
أبنائها بهذه الخطوة حتى يمكن كسر عزلة الأبناء الواقعين تحت ضغط اجتماعي كبير، ولو
تقدم أحد الأقارب من الدرجة الثانية سيعزز الوضع ويساعدنا في الضغط على الطرف
الآخر".
"دفاعا عن الكرامة"
من جانبها ذكرت فاطمة عطيف المهتمة
بقضايا المرأة انها ذهبت إلى سجن النساء في جازان لتقف على قضية السجينة مريم، وهي
ترى أنها تستحق التقدير رغم ارتكابها الجريمة.
و تقول "زرتها مرتين بدافع
إنساني، وتهتم جمعية الملك فهد الخيرية بهذه الحالات، ولدينا دار إيواء في حال
العفو عنها وعدم تقبل استقبالها من أفراد الأسرة".
وتدعو عطيف أفراد المجتمع
إلى التفاعل الإنساني مع قضايا النساء الناتجة عن صمت المرأة وصبرها على ويلات
العنف الأسري "كل ما أطمع فيه أن ننظر لمبررات الإقدام على هذه الجريمة، ومريم لم
تخطط للقتل بل صبرت ورضيت بقسمتها ونصيبها، وكانت يوم الجريمة تعمل بكد في مزرعة
الأسرة، ورغم ترحمنا على القتيل إلا أنها الآن حريصة على التوبة والتكفير، وتستحق
فرصة لأنها دافعت عن كرامة الإنسان من الامتهان".
وأضافت: "عندما يجعل
المجتمع الرجل هو الخصم والحكم، لابد أن تدافع المرأة عن كرامتها، والدفاع عن
الكرامة أثمن من الدفاع عن النفس".